مسرحية عايلة اشحفان

تتمحور فكرة المسرحية حول حياة "أشحفان" وعائلته، بما في ذلك شخصيات مثل بوطبر، غمران، أم حارب، وحارب، الذين تفاعلوا مع أشحفان في المسلسل الأصلي. بينما تسير المسرحية على نفس خط القصة الذي كان يعكس جوانب الحياة الاجتماعية في الإمارات في تلك الحقبة، فإنها تدمج تطورات جديدة من واقعنا المعاصر، وتبرز التحديات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع اليوم، مثل ظاهرة الزواج (والفاشونيستا) التي تهمل القيم التقليدية.

في هذا العمل، يلعب حارب، ابن أشحفان في المسلسل، دورًا بارزًا مع أبنائه في المسرحية، حيث يشكلون جسرًا بين الأجيال والتقاليد القديمة والحديثة. من خلال التفاعل بينهم وبين بقية الشخصيات، يتم استعراض بعض التحديات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع اليوم، مثل تأثير الإعلام الاجتماعي على القيم والعادات الاجتماعية، مما يضفي طابعًا عصريًا على العمل المسرحي.

ما يميز هذا العمل المسرحي أيضًا هو رعاية مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي تسعى من خلال دعمها للمسرحية إلى تحقيق هدفين رئيسيين.

الأول هو إشراك أصحاب الهمم في العمل المسرحي، وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم من خلال الفنون الأدائية. المشاركة في هذا العمل المسرحي تمنح أصحاب الهمم الفرصة للتفاعل مع المجتمع الفني والمساهمة في إحياء التراث الفني الإماراتي.

الثاني هو إحياء المسرح الإماراتي من خلال تقديم عمل يحمل طابعًا تراثيًا وفي الوقت ذاته يناقش قضايا حديثة تؤثر على المجتمع الإماراتي. هذه المبادرة من مؤسسة زايد العليا تبرز اهتمامها بتقديم محتوى فني هادف يشمل الجميع، ويعزز من قيمة الدمج المجتمعي من خلال الفنون.

العمل يأخذ الطابع الكوميدي، وهو نوع من الكوميديا الهادفة التي تقدم رسائل اجتماعية عميقة بنمط خفيف وجذاب. من خلال المواقف المضحكة التي تبرز من تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض، يتم تناول موضوعات مهمة مثل الزواج وسلبيات (الفاشونيستا) على المجتمع الإماراتي، خاصة من ناحية التقاليد والعادات. الرسالة الاجتماعية هنا هي تذكير الجمهور بأهمية التوازن بين التقاليد والحداثة، والتمسك بالقيم التي تعزز الاستقرار الأسري والمجتمعي.

واحدة من الأهداف الأساسية لهذا العمل هو تسليط الضوء على الإرث الفني للمسلسل الأصلي الذي صُور في عام 1978. من خلال إعادة إحياء الشخصيات والقصة، تسعى المسرحية إلى تكريم الفنانين الذين أسهموا في تشكيل الذاكرة الفنية للمجتمع الإماراتي. كما تقدم المسرحية فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على هذه الشخصيات والقيم التي كانت تمثلها.

في النهاية، مسرحية "عائلة أشحفان" ليست مجرد عمل كوميدي، بل هي تجربة فنية متكاملة تجمع بين التقاليد القديمة والواقع المعاصر، وتسلط الضوء على أهمية الدمج المجتمعي من خلال الفنون، لتقديم محتوى هادف يجمع بين الترفيه والتوعية.