السيرك الإفريقي هو مزيج آسر من الأداء المعاصر والرقصات الطقسية العريقة، حيث يتحوّل الجسد إلى لغة شعرية تنطق بالتراث وتستشرف المستقبل.
يؤدي فيه الفنانون حركات بهلوانية مذهلة كرفع الأجسام باليد، وتشكيل الأهرامات الرمزية، والانثناءات المستوحاة من عالم الحيوان، متكاملين مع قرع الطبول التقليدية والرقصات المقنّعة التي تحاكي طقوس الأجداد.
هذا الفن الفريد يشكّل حوارًا عميقًا مع الماضي، ويدمج التاريخ والإرث مع التعبير المعاصر ليولد شعراً جديدًا للحركة. ومن خلال Yé! يستخدم السيرك الإفريقي كوسيلة لتسليط الضوء على القضايا البيئية الملحّة، داعيًا إلى تحرّك جماعي من أجل إنقاذ كوكب الأرض للأجيال القادمة.
بدأ هذا المشروع عام 2021 حين اجتمع داميان دروان ويان إيكوفر مع باكالا كامارا من سيرك "باوباب" في كوناكري، غينيا. أسفرت هذه التبادلات الإبداعية عن عرض مسرحي يستكشف الماء، والتغيّر البيئي، ومسؤولية الإنسان في عالم حديث تتسارع فيه التغيرات.
يأخذنا عرض Yé! في رحلة عبر الأكروبات والرقص، لنتأمل التحديات البيئية، ونطرح الأسئلة حول واقعنا ومكاننا في عالم دائم التحوّل. يجسّد الفنانون الأزمات البيئية التي نواجهها، ويعكسون من خلال حركتهم مقاومة الإنسان لقوى الطبيعة، متسلحين بالإصرار والوحدة.
وعندما يُرفع الراقصون ويُقذفون إلى ارتفاعات تتجاوز العشرين قدمًا، فإنهم لا يؤدون مجرّد حركات بهلوانية، بل يصوّرون صمود الإنسانية وتحدّيها للمصير، وارتقاءها فوق الصعاب في مشهد من التضامن والإلهام.